سبحتْ على فَلك الموارد نجمة
عذراء تنتظر الحقيقةَ موعدا
فسمتْ كأَن لها على آمالها
قبساً من الطيف الُمطِلّ مُوَرّدا
رفّافة في كلّ عين تجتلي
نغماً على سمع الزمان مُردَّدا
يا نجمة تاه الوفاء بذكرها
مترنّماً عبر الحقيقة منشدا
وسمتكِ عين الغيب وسماً خالدا
فغدوتِ في أُفق المعالي فرقدا
وروتكِ سراّ بالخيال مجنّحاً
فعطفتِ للأمر الجليل تودُّدا
من كان ينكر أنّ نَوركِ باسمٌ
فلقد قضى عبرَ الحقيقة أَرمدا
نجواكِ آمال تَعطَّر رسمُها
وحْياً فكان العدل فيها سيّدا
إن كنتِ في سمع الزمان نجِيَّة
فالسرُّ قد أفضى إليكِ موحِّدا
تربتْ يد الأطلال إن هي صارعتْ
خيطَ الرجاء على جبينكِ مذ بدا
فالنور حقٌ والضلالة باطلٌ
سمِجٌ أدان به الولاء ونَدّدا
ياغُرّة الجبل الأشم تطلّعي
نعقدْ عليكِ من الرجاء المولدا
إن كنتِ دافقة الشعاع فإننا
بخيوط نوركِ نستهيم إلى الندى
أملٌ يلوح إلى وصالك فجره
فرِدي إليه من الغنيمة مَشهَدا
واروي له بالنور في عليائه
قَبَس التأمّل إذ تأمَّل واهتدى
لا تجرميه فإنه في لوعة
سامته حتى ذلّ فيها واجتدى
يرنو إلى الثالوث في إدلاجه
فيغور في وَهَن المسالك مُجهَدا
ياقبلة العشّاق من عهد البِلى
هل لي إليكِ بموعد يبلي الردى؟
فالروح في جثمانها مغمورة
لايستعيد وميضَها إلاّ الفِدا
فافديه يا أُمّ الوجود فإنه
قد رفّ في عين المسيرة موردا
إبراهيم الدامغ - عنيزة