الجمعة، 15 مايو 2009

السفينة الغارقة

في موجها يقتاتها الماء

وشراعها للبنين مستاء



تطفو وتطوي في صلابتها

ليلَ البحار وليلها الداء



هوّامة حوّامة أبداً

لم يحوها في الأرض ميناء



تتصارع الأجيال عن كثبٍ

فيها ويطلب وأْدها الماء



حتّى إذا ما جدّفت أممًا

مَدّت لها بالوعد عنقاء



فثوى عليها الحظ غارقة

وقضى لها بالموت إرساء



إبراهيم الدامغ ـ عنيزة

ذئب و حمل

حياة المرء في الدنيا شقاء


ونفس الحرّ يقتلها الإباء




وأيّام السرور مجنّحات


أرادت طيَّ صفحتها السماء





ومضطرب الجوانح في سُعارٍ


يداجي ثم يطلب ما يشاء




كأن ملاعبَ الأفراح تهفو


إليه كي يُزَلّفه الغباء




له في كلّ خاطئة ولاءٌ


ونحن لنا من الحقّ البلاء




طلبنا المجد تحملنا نفوس


لها فوق السماكين اعتلاء




وقمنا نوْدع الأيام سرّا


وندعوها فخاب لنا الدعاء




كأن لها علينا يوم ثأر


وحقّ لها على الحر العداء




فما طَلبُ المعالي غير مسٍّ



إذا لم يعتلق فيه الرياء






وما نيل العلا إلاّ اختلاق



إذا لم يُنتظر منه الشقاء






بَنَى الغرماء حولي كل بذخٍ



وحظّي من بنائهم العناء






أراهم كالوحوش أمام رسّي



فيختنق الِّرضى منّي البكاء






ويلتهب الفؤاد بنار غيظ



يؤجّجها من الصلف الفناء






غرائزهم تخوّلهم لصوصاً



وإن مات الألوف الأبرياء






فما للحق فيهم من مجيرٍ



ألوذ به فيدركني الوفاء






ولا الدنيا بكنز أجتبيه



سوى عشٍّ يظلّله الخواء






كأني في مساربه عليل



يغالبني لدى اليأس العزاء






فلا داجٍ يؤرّقني دجاه



ولا لصٌّ يغير ولا اعتداء




ولا مستهتر أبداً ولكن



ظلامٌ كلّه أُنسٌ مضاء






بني الدنيا وأيّكم المُجلِّي



أفيقوا نحن في الدنيا سواء ؟!






فلا ذئبٌ ولا حملٌ ولكنْ



أناسٌ عزّ في دمنا الصفاء





لنا مثل الذي للذئب منّا



فأين هي الحقيقة والمراء؟






إبراهيم الدامغ - عنيزة

صراع





سبحتْ على فَلك الموارد نجمة



عذراء تنتظر الحقيقةَ موعدا











فسمتْ كأَن لها على آمالها



قبساً من الطيف الُمطِلّ مُوَرّدا











رفّافة في كلّ عين تجتلي



نغماً على سمع الزمان مُردَّدا











يا نجمة تاه الوفاء بذكرها



مترنّماً عبر الحقيقة منشدا











وسمتكِ عين الغيب وسماً خالدا



فغدوتِ في أُفق المعالي فرقدا











وروتكِ سراّ بالخيال مجنّحاً



فعطفتِ للأمر الجليل تودُّدا











من كان ينكر أنّ نَوركِ باسمٌ



فلقد قضى عبرَ الحقيقة أَرمدا











نجواكِ آمال تَعطَّر رسمُها



وحْياً فكان العدل فيها سيّدا













إن كنتِ في سمع الزمان نجِيَّة



فالسرُّ قد أفضى إليكِ موحِّدا













تربتْ يد الأطلال إن هي صارعتْ



خيطَ الرجاء على جبينكِ مذ بدا













فالنور حقٌ والضلالة باطلٌ



سمِجٌ أدان به الولاء ونَدّدا













ياغُرّة الجبل الأشم تطلّعي



نعقدْ عليكِ من الرجاء المولدا













إن كنتِ دافقة الشعاع فإننا



بخيوط نوركِ نستهيم إلى الندى













أملٌ يلوح إلى وصالك فجره



فرِدي إليه من الغنيمة مَشهَدا













واروي له بالنور في عليائه



قَبَس التأمّل إذ تأمَّل واهتدى













لا تجرميه فإنه في لوعة



سامته حتى ذلّ فيها واجتدى













يرنو إلى الثالوث في إدلاجه



فيغور في وَهَن المسالك مُجهَدا













ياقبلة العشّاق من عهد البِلى



هل لي إليكِ بموعد يبلي الردى؟













فالروح في جثمانها مغمورة



لايستعيد وميضَها إلاّ الفِدا













فافديه يا أُمّ الوجود فإنه



قد رفّ في عين المسيرة موردا













إبراهيم الدامغ - عنيزة