الجمعة، 15 مايو 2009

ذئب و حمل

حياة المرء في الدنيا شقاء


ونفس الحرّ يقتلها الإباء




وأيّام السرور مجنّحات


أرادت طيَّ صفحتها السماء





ومضطرب الجوانح في سُعارٍ


يداجي ثم يطلب ما يشاء




كأن ملاعبَ الأفراح تهفو


إليه كي يُزَلّفه الغباء




له في كلّ خاطئة ولاءٌ


ونحن لنا من الحقّ البلاء




طلبنا المجد تحملنا نفوس


لها فوق السماكين اعتلاء




وقمنا نوْدع الأيام سرّا


وندعوها فخاب لنا الدعاء




كأن لها علينا يوم ثأر


وحقّ لها على الحر العداء




فما طَلبُ المعالي غير مسٍّ



إذا لم يعتلق فيه الرياء






وما نيل العلا إلاّ اختلاق



إذا لم يُنتظر منه الشقاء






بَنَى الغرماء حولي كل بذخٍ



وحظّي من بنائهم العناء






أراهم كالوحوش أمام رسّي



فيختنق الِّرضى منّي البكاء






ويلتهب الفؤاد بنار غيظ



يؤجّجها من الصلف الفناء






غرائزهم تخوّلهم لصوصاً



وإن مات الألوف الأبرياء






فما للحق فيهم من مجيرٍ



ألوذ به فيدركني الوفاء






ولا الدنيا بكنز أجتبيه



سوى عشٍّ يظلّله الخواء






كأني في مساربه عليل



يغالبني لدى اليأس العزاء






فلا داجٍ يؤرّقني دجاه



ولا لصٌّ يغير ولا اعتداء




ولا مستهتر أبداً ولكن



ظلامٌ كلّه أُنسٌ مضاء






بني الدنيا وأيّكم المُجلِّي



أفيقوا نحن في الدنيا سواء ؟!






فلا ذئبٌ ولا حملٌ ولكنْ



أناسٌ عزّ في دمنا الصفاء





لنا مثل الذي للذئب منّا



فأين هي الحقيقة والمراء؟






إبراهيم الدامغ - عنيزة