نَطَق الجمادُ ورفّت الورقاء
وهفتْ إلى لَمْع الجمال ذُكاء
وترنّحت صور الخيال بخاطري
فتأرّجتْ بعبيرها الأفياء
ياسائلي والعُجب يملأ قلبه
ماذا عشقتم أيها الشعراء؟
عجباً أراك لبستَ في إغراقنا
ثوبَ الذهول وفاتك الإجلاء
قسماً بربي لو شعرتَ بما نرى
لتعانقتْ بهديلك الأصداء
نحن الذين سكرتَ من سلسالنا
فرحيقنا لك بلسم و شفاء
نحن الذين تعطّرتْ آمالنا
وتبسّمت لوجودنا الغبراء
الليل من نفحاتنا متألّق
وإذا تجهّم نحن فيه ضياء
والمعبد القدسيّ يشهد أننا
روح الهدى والحقُّ والإحياء
ومفاتن الحُبِّ الأثير رهينة
في أفقنا والسحرُ والإغراء
نضفي على سمع الوجود عرائسا
فتهيم فيه أوانس وظباء
ونطوف في آفاق كلّ فضيلة
فنرود خلداً والخلود بقاء
والعطر والآمال والآلام في
قلب الشعور موارد عذراء
وبنو الشعور وإن سألتَ مواكب
فيها النبوّة سمحة غرّاء
يَهدون للحق المبين أئمة
ويهلّلون إذا استهلّ بناء
ويرون من حَبِّ القلوب مفاتناً
في كلّ حسن هكذا الشعراء
يترنّحون لكلّ خفق باسم
ويغرّدون إذا بكى الغرماء
ويفون إن أدجى الظلام بمحنة
والشعر إن أدجى الظلام سناء
لهم الجلال وحسنه ورواؤه
ولدى العُلا هم بسمة رفّاء
يتعشّقون رؤى الجمال وسحره
ويُؤمّنون وهم هم الأمناء
إبراهيم الدامغ ـ عنيزة